الثلاثاء، نوفمبر ٠٨، ٢٠٠٥

هي التي في كل مكان

ستحدثك كثيراً عن اللافارق بين الرجل و المرأة .. ستمطرك بالسباب إن حاولت أن تعجب بها كأنثى خلقت كأثى و تحيا كأنثى .. تشرب الماء كأنثى و تركب الميكروباص كأنثى .. لا تحاول أن تضيف ياء التأنيث إن أشرت إليها .. لربما هاجمتك لأنك رجعي .. لأنك ذكرٌ فحلٌ مصري لا يرى في الأنثى سوى أثداءها و شعرها الطويل .. ربما تصيح بك :" و انا ذنبي إيه .. عملت إيه علشان الناس كلها لما تيجي تكلمني تقولي (إنتي) .. !! " صار كل شيء محتمل .. و صرتُ أنا في حالة لافهم ربما كان سببها انخفاض معدل ذكائي عن ذكاء البشري العادي.

لم أنتهِ بعد .. لا تتعجب كثيراً للتناقضات التي إن حاولت التفكير فيها و تحليلها قد تصاب بنوع ٍ مزمنٍ من العته .. خاصة إنت كنت من ذوي الذكاء المحدود مثلي .. فهي ستحاول قدر إمكانها أن تشعل حرباً صغيرةً أو جدلاً كبيراً عند كل كلمةٍ بريئة منك تشير إلى أنوثتها .. ستهاجمك مدافعة عن أنوثتها .. ستهاجم أنوثتها نفسها .. يعني إيه أنوثتها أساساً؟ قلت لك لا تشغل بالك فلن تفهم شيئاً و لن تفهم ماذا تريد هي منك أو من المجتمع أو من نفسها.

أعلم أن كلامي قد يبدو غير واضح و قد يفتقر إلى الموضوعية و الأمثلة التوضيحية !! و لكن ربما نشأ هذا من حالة عدم الفهم المزمن لتلك الكائنات التي تطيل شعرها و ترتدي الأحذية ذات الكعب العالي .. و تذهب للكوافير بدلاً من الحلاق .. و تحاول أن تتجاهل كل هذا و تلعنه و ترفضه في كل وقت .. مش بقولك أنا مش فاهم حاجة.

ستقل لك أنه:" ليس معنى أن تكويني الجسدي الشكلي و الوظيفي و النفسي مختلفاً عن الرجل أنه يجب أن أعامل ككائن مختلف عن الرجل" .. ستقل لك أن ثقافتنا العربية هي التي جعلتها كائن خاضع للرجل .. و هي التي جعلت الرجل كائن يهوى السيطرة و هي التي جعلت (وهم) التفوق العضلي يترسخ في ذهن الرجل .. ستقل لك كلاماً كثيراً عن المشاركة في ممارسة الفعل نفسه كممارسة للمساواة .. و ربما تتمنى في سرا أن يحبل الرجل و أن ينبت لها شاربٌ و لحية ـ هذا متوفرٌ في بعضهن بالفعل ـ و ستتهمني أنا بالتخلف الشديد .. حقها.

بعد كل هذا سترتدي ملابسها الأنثوية المثيرة ـ أحياناً ـ و تضع عطراً أنثوياً .. و أحمر الشفاه الذي سيجعل شفتيها عرضة لرغبة الرجل الهمجي في قطفهما .. و قد تستعمل قليلاً من الـ (جيل) الذي سيجعل شعرها المسدل (كيرلي) ، و إن كانت محجبة ستخرج خصلة من شعرها من تحت حجابها كي لا تنسى أنت أن لها شعراً و أنه ناعمٌ .. و تتعجب ـ إن كنت أنت رجلٌ همجي يعجبُ بالجمل إن رآه ـ من أسلوبك الهمجي في النظر إلى شكلها بغض النظر عن عقلها الذي هو (يوزن بلد) و الذي هو مثقفٌ ممتلىءٌ بالديالكتيك الإغريقي و الجدل الماسوني و الفلسفة المازوخية .

إن حدث كل هذا فلا تبتئس يا صديقي .. فقد أدخلك الله في التجربة .. أنت الآن أمام أحد أكثر نماذج الأنثى المصرية انتشاراً هذه الأيام.