آخر يومين
إذا أردت أن تغني عالياً .. غن عالياً
و إذا أردت أن تكون حراً .. كن حراً
فهناك مليوناً من الطرق لتكن
و أنت تعرف ذلك.
واقفين إلي سور البحر كنا .. أحاول أن أوقف لها تاكسياً .. أتجنب النظر لها .. بينما هي لا تجد مانعاً في أن تختلس لي نظرة رمادية من آن لآخر .. ألمحها بطرف عيني و أتجاهل ذلك .. لا يوجد تاكسي لعين و أنا أكره لحظات النهاية الطويلة .. أكره النهايات بشكل عام طالما أنا لم أكتفي بعد .. و لكي تضفي على المشهد لمحة درامية لا بأس بها ، شرعت تغني أحد اغنياتي المفضلة .. (If you want to sing out ..Sing out) .. جاريتها لجملتين و لم أكمل .. فلقد توقف تاكسياً .. ركبت و هي دامعة .. سخيفة هي النهايات البطيئة عندما تدرك أنه ليس ثمة لقاء آخر .. و عندما تعلم أنك لم تقم بدورك كما ينبغي و تكتفي بتجميد ملامح وجهك على انفعال لا يعني أي شيء.
ينتهي حلمٌ ما قبل أن تعرف أنت أنه انتهى .. لا أدري ايهما أسوأ .. أن ترقب الأشياء و هي تذهب ، أم أن تذهب الأشياء بلا أدنى فرصة لتوديعها؟؟
------------------------
كيف امتلكت تلك القدرة الغريبة على أن تجعلك تشعر بكل تلك السكينة و الهدوء و الاكتفاء ـ ولو للحظة على الأقل ـ و متى كانت تلك اللحظة التي عندها كففت أنت عن الإصغاء لكلماتها و بدأت تعبث بكفيها باستغراق تام كأنك تراهما لأول مرة؟ .. أو هي أول مرة ترى بها كفي فتاة ، انفصلت عن واقعك تماماً .. كففت عن التدخين و الشرب فجأة .. و كفت هي عن الكلام كي لا تقاطع قدسية تلك اللحظة .. و لم يعد في عالمك الصغير سواك و كفيها .. كففت عن انتمائك لواقعك الخانق لتنتمي فجأة لكفيها فحسب .. تفعل بهما ما تشاء .. تعجبك راحتها فتميل عليها و تقبلها بعمق .. ترغب في تقبيل أناملها واحد تلو الآخر ، فتفعل بلا تردد .. لا تدري كم من الوقت انقضى و أنت في تلك البقعة السحرية .. لا تعلم متى التحمت أيديكما في تلك الرقصة الغجرية المحمومة .. و كيف احتملت خطوات تلك الرقصة كل هذه الرموز الأيروسية بلا ابتذال .. كل هذا و لم يغادر أحدكما مقعده ليقترب من الآخر أكثر.
عندما رفعت عينيك أخيرا ـ بعد أكثر من نصف ساعة ـ لتنظر إليها ، وجدتها تنظر لك بذهول من رأى الحقيقة كاملة و لم يفهم شيئاً ، دمعت عيناها .. ثم أخذت كفيك لتخبىء بهما وجهها المتورد ..... كان هذا هو اليوم قبل الأخير.
-------------------------
أراحت رأسها الأشقر على كتفي ، و احتضنت ذراعي الأيسر.. شعرتُ بالحرج من سائق التاكسي الذي لم يعترض .. شكرت له ذلك في سري .. لا أحد يستطيع أن يتخيل ما الذي استطاعت هي أن تعطيني بمنتهى البساطة و بلا تعقيدات و بلا طلبات في المقابل .. كم أتمنى لو أنني قابلت مصرية تستطيع أن تعطي بلا تعقيدات ولا عقد نفسية تظهر لاحقاً ، و بلا أن تظل طول حياتها متذكرة أنها أعطت .. أتمنى أن أجد من تعطي و تنسى .. تنسى فعلاً لا مجازاً .. الوحيدة التي وجدتها بتلك المواصفات غربية سترحل غداً .. هذه مشكلتي وحدي ، إنها تعطي دون أن تعرف أنها فعلت !! تلك هي عبقريتها .. أكثر ما أعجبني فيها أنها تعرف متى تصمت .. تلك موهبة ، أراحت رأسها الأشقر الجميل على كتفي .. لأشعر أنني امتلكت العالم .. و أنني أفقد كل شيء في نفس اللحظة .. أعرفها منذ أكثر من عام .. لا أتذكر كم مرة وجدتُ كلاماً أقوله و نحن معاً .. تجعلني أفضل الصمت .. و أرغب أن يتركني العالم و شأني لأتفرغ لها .. و في نفس الوقت لا أستطيع أن أدعي أنني أحبها بالمعنى الشائع للكلمة .. هي تعلم ذلك .. ولا مشكلة لديها...
نعم .. إنه سيكون صيفاً بارداً .. وحيداً ..
و لكنني أعدك بهذا ..
سأرسل لك كل حبي
في رسالة يومية
مختومة بقبلة
هكذا همست بكلمات الأغنية في أذني .. ثم أراحت رأسها من جديد على كتفي .. و مضى التاكسي في طريقه.
16 Comments:
:-)))))))))))))))))
انا اسف بس على الرفم من مأساتك ماقدرتش امنع نفسي من الابتسام
..
اخيرا فهمت الحكايه
..
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
مصرية تستطيع أن تعطي بلا تعقيدات ولا عقد نفسية تظهر لاحقاً ، و بلا أن تظل طول حياتها متذكرة أنها أعطت .. أتمنى أن أجد من تعطي و تنسى ..
يا جيفارا
الست المصرية ما بتبدأش تقول أنا إديت كذا و كذا إلا لمًا الرجل بيعاملها وحش أو يعمل فيها عملًة.
لكن لو هما الاتنين مراعيين بعض و المعاشرة بالمعروف بجد، عمر ما دة هيحصل
الست بجد معطائة بلا حدود و ولاهى كل اللى بتبقى عايزاه هو المعاملة الحلوة و ال appreciation، مش أكتر
يعنى العقد النفسية اللى بتقول عليها مش من طبيعتها أصلاً.
إذا عُرف السبب، بطل العجب
مش هننكر الكم الكبير في العقد و الكلاكيع اللي عند البنت المصرية و مش عند الغربية .... حل الكلاكيع دي عند البنت نفسها مش في تقاليد مجتمع انما لو هنتكلم يا ايمان عن السبب اللي ممكن يبطل العجب
و انا مش عارف السبب
انتى ماشفتيش ستات قبل يا ايمان والا ايه؟
هو: وأنا إيه إللي يخليني أتجوز واحدة اتباست قبل كدة؟
هي: مش لسبب معين، بس اطمن، هي مش هتخليك تحس إنها اتباست قبل كدة، دايماً هتحسسك إنك أول بوسة، حتى ولو كانت لا مؤاخذة اتباست من أمة لا إله إلا الله كلها قبل كدة
هو: طب مانا هأعرف
هي: هأو ... كان غيرك أشطر
ملحوظة: الحوار ده حدث بالفعل
غريبة اوي ماهو البنت لو ادت كل واحد في طريقها و نسيت هيجي واحد"جوزها" بعد كده يخليها تحلف على مصحف انها معرفتش حد قبله
ديه ازدواجية المجتمع المصري
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ما هو يا سولو السبب هو مُعاملة الرجل.
مُش فاهمة يا إيه زى قصدك، أنا غلطانة؟
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
لكل انسان قيمه هو يضعها لنفسه
:)
زبيدة .. مش فاهم عايزة تقولي إيه؟
إيمان كلامها صح طبعا
الست بطبيعتها معطاءة جدا و عطوفة ومتسامحة إلي
درجة الهبل أحياناً
بس المشكلة كلها في مجتمعنا
لما الست تفضل تدي تدي الراجل بيعتبر الموضوع كإنه شيء طبيعي و هي مش بتعمل تضحية معينة لجنباته
البنت مربوطة بأفكار كتيرة بالية في المجتمع و مش هتقدر تطلع منه ، لأن ببساطة هي معندهاش ثقة
ياتري اللي هتتنازل علشانه يستحق كل هذا العناء ولا لأ
هل هو يحبني مثلما أفعل ؟
هي دي المشكلة
أما الأجنبية تحاسب الراجل ليه
هي اتربت في مناخ تاني مش بيخلي الست المحبة لراجل يركبها العار
على فكره المشكلة مش على طول فى ان اى واحدة تدى اى حاجة المشكلة احيانا ان الرجل لا يعطى لها هذة المساحة للاعطاء بدون الم
جيفارا: عايزة أقول إن طول ما العلاقات في مجتمعنا ماشية بالازدواجية صعب تطلب من الاتنين: الراجل والست إنهم يكونوا بسطاء في عطاؤهم
يحبوا ببساطة من غير حسابات
ويدوا ببساطة من غير مخططات جانبية
الراجل بيعتبر الست بسكويتة آيس كريم
كل راجل حبته قبله يعتبر أخد من "الآيس كريم" بتاعه لحسة
لما نتحول كلنا لأزهار محدش بيحاسبنا على نشر عطرنا بمنتهى البساطة وإنه ده جزء من حياتنا الطبيعية، هتختلف الدنيا جداً
تشبيه سخيف شوية، بس ساطع في دماغي مش عارفة ليه
بشجعك جيفارا على كتاباتك بس عندي راي ان الرجل الشرقي ديما بيطلب
عايز عايز عايز عايز ست تدي وتنسى عايز وحدة تحبني بجنون عايز وحدة اكون انا الاول في حياتها بس عمروا ما بيفكر انا حديلها ايه . لما الرجل يدي وينسى يبقى الست حتدي وتنسى
إرسال تعليق
<< home