عطر امرأة
خَبَت حواس و إدراكات كثيرة من حواس رجل الكهف الفائقة .. لم نرث إلا بعضها .. كالخوف المبهم من الظلام و كابوس السقوط من حالق .. و إدراك الرائحة .. لا أتحدث هنا عن حاسة الشم .. و لكني أتحدث عن إدراك الرائحة .. بالنسبة للإنسان البدائي كانت للرائحة معنى و دلالة .. فالخوف له رائحة .. و السعادة .. و الجوع .. و الموت .. لم تعد لتلك الأشياء رائحة بالنسبة لنا .. لأننا لم نعد نحتاج إليها .. فأنت لست بحاجة لإستخدام أنفط لتكتشف أن فلاناً قد مات .. تستطيع أن تجس نبضه ، فترفع يده لتتركها تسقط بحركة درامية .. و تنظر للجلوس حولك نظرة ذات معنى لتعلن أنه :" الراجل مات !!" .
أنا هنا بصدد الكلام عن رائحة الأنثى .. لا أعني رائحة عطر صناعي أو صابون أو (أفتر شيف).. أو رائحة البصل التي علقت بها بعد الإعداد لأكلة ملوخية خضراء.. إنما أتحدث عن تلك الرائحة .. التي تورثك شعوراً حيوانيا مبهماً بأنك على استعداد للتخلي عن رداء الحضارة في لحظة و تعود لتستر نفسك بجلد نمر و تجر أنثاك من شعرها إلى الكهف .. أتحدث عن تلك الرائحة التي تتغلغل إلى أعصابك .. و تحتل جزءاً في ذاكرتك .. تشترك كل حواسك في إدراكها .. فأنت تشمها و تراها و تسمعها و تلمسها .. رائحة الجسد الصرفة .. لا تحاول أن تأخذ كلامي كما هو و تقترب من أول فتاه تقترب منك و تلصق أنفك بها .. فلن تصل لشيء .. سوي رائحة عطر أو بصل أو عرق أو ملوخية .. و لن أستطيع أن أصف لك كيف تدرك تلك الرائحة .. و لكنني أعلم أنني قادر على إدراكها بغض النظر عن كل تلك الروائح الصناعية .. ربما تفهم كلامي أكثر إن كنت جربت أن تُقبِّل فتاة .. خاصة إن كنت تحبها ، أو على الأقل هناك ثمة علاقة تجمعكما .. في تلك اللحظة يكون للرائحة طعماً .. ويكون للطعم ملمساً .. في لحظة كتلك يتشرب جسدك رائحة الجسد .. ولا دور لأنفك هنا ـ أو هو دور محدود ـ و ليست تلك اللحظة الوحيدة التي تستطيع فيها إدراك تلك الرائحة .. تحتاج فقط أن تمتلك حساً مدرباً لالتقاط إشارات الجسد الآخر لتفهم ما أعني ولا تسألني كيف .
كيفية تقبلك ـ و ليس تقبيلك ـ للأنثى هي أحد نقاط روعة الأنثى .. لذلك فالأمر يختلف من شخص لآخر .. أيضاً إن التقيت بفتاة جديدة لمرة أولى .. تستطيع أن تستنتج مسار العلاقة بينكما .. فللرغبة رائحة .. و للتقبل رائحة .. و للفضول رائحة .. و أكرر أنك لن تستطيع أن تصل لشيء إن اعتمدت على حاسة الشم القاصرة الضعيفة .. إنه عطر الأنثى الطبيعي الذي خُلقت به و لا يد لها في وجوده .
7 Comments:
صحيح فللمرأة عطر أخّاذ لا يمكن إدراكه بالأنف فقط فلا بد من أن تنصهر الحواس كلها لتتشرب عبير تلك الرائحة،،، نظرات العيون، ملمس البشرة، رائحة جيد الرقبة، طعم الشفاه، التنهدات والتأوهات كل هذه مجتمعة تشكل رائحة واحدة تتسرب عبر مسام الجلد إلى الروح مباشرة.
أتذكر أن آخر مرة تمكنت فيها من الاقتراب بشكل كافي من أنثي مميزة
عبرت لها عن ذلك فأفادتني أنها تعلم ذلك بل و أن الرجال رائحتهم اقوي بدون العطور أو السجائر او العرق المميز لهم و لكنها فسرت ذلك بانها رائحة الاستثارة الجنسية و أن نفس الشئ ينطبق علي النساء
العصور الطويلة التي منعت المرأة من التعبير عما بداخلها جعل الرجل والمرأة معا في جهل لما يدور بداخلها
وربما كان ذلك احد اسباب استمتاعي بقراءة هذه المدونة التي أحسست ان الرجال من كتابها والنساء من معلقيها يحاولون معا الوصول لهذه المنطقة المظلمة
صحيح انه يبدو ان مدونة الحرملك للمدونة الجديدة زبيدة ستنافسكم لما يبدو من انفتاحها الجرئ لكن ستظل وجهة نظر الرجال مهمة حتى لما في داخل المرأة، خاصة مع لقدرات المميزة لكتاب هذه المدونة
فشكرا على المدونة الجميلة
منك لله .. أول مرة أعرف إن ليها ريحه .. خلتنى قاعد أشمشم فى النسوان
Sorry couldn't resist to tell u:
الملوخية بالتوم مش البصل
يبقى أكيد ما كانتش بتعمل ملوخية .. أنا اللي فهمت غلط .. لانها كانت ريحة بصل
المقال رائع و اسمحلي اني حاستغله و احكيه لصحباتي و انا باخد نفس طويل عشان اطلع الكلام من بطني علي طريقة ممثلين السينما ....بجد مدونتكم اكثر من رائعة...و بمناسبة الرائحة دي عاوز احكيلكوا حدوتة...اول مخلوقات كانت علي الارض كانتي الزواحف و كان عقلها اسمه الريبتايل برين او عقل الزواحف و كان مسئول عن حاسة الشم والغرائز الاكل و الشرب و الجنس بالتالي جدودنا الزواحف سلحوف و سلحوفة كانوا بيشموا بعض لفترة طويلة و دي كانت الملاطفة بتاعتهم ....احنا كبشر لدينا ثلاث عقول...العقل الحسابي و هو قشرة المخ مسئول عن التفكير المنطقي و العقل العاطفي هو القلب و عقل الزواحف البدائي الي اتكلم عنه كاتب المقال...ة علي فكرة في تايلند الرجالة مش بيبوسوا الستات , بيشموهم بس لو مش مصدقين روحوا تايلند و شوفوا بنفسكم...اخر حاجة احب اقولكم يا جيفارا و بيانيست و سولو حتة التانجو الي انتوا حطينها تحفة...فكرتوني بروائع اوزفالدوا بوجلاييز و استور بياتزولا ...كيب جوينج يا شباب
7:15 م
إرسال تعليق
<< home