الثلاثاء، يونيو ٢٠، ٢٠٠٦

إلي مستهترة

لن أضطر للغوص داخل متاهات نفسياتنا وتحليل ما سوف يبدو سخيفاً إذا تم تحليله ، لن أضطر للبحث عن معني أو سبب قد يكون لا طائل من معرفته ، فقط دعيني أتخيل ، دعيني أرسم لعيني صورتك ، دعيني أعش استهتارك وفظاظتك أحيانا ، دعيني أحاول استنتاج ما يحمله الجزء المداري مكان عينيك ، دعيني فقط استسلم لنزوة الشعور الفائق بالحزن ، حزنك ،
أحكمَت لف الكوفيه حول رقبتها ، نقرت بأصابعهاالبيضاء حروف الكيبورد ، وتكلمت كثيرا عن حدودها اللامتناهية وعن شعورها حيال العالم وحيال نفسها
أنتِ حزينةٌ جدا
وأنا أيضاً حزين
أنتِ شاردةٌ
ومشردةٌ
ونافرة
وأنا مثلك ..لا أنتمي للبلاد
التي تجعلني سكيراً متسكعاً أحمق
"أنت فاكهةٌ للأغاني"
وأنا ..رهين اللغة الحبيسة بين شفتيكِ
وجدر الصمت المبتلة بالحنين
فلتعلمي إذن أنني لا أحب الحمام ، لا أحب ما يصنع من ضجيج بأجنحته الصغيرة ،تحبين الحمام ، تحبين أن تستلقين علي الأرض ، يحاوطك الحمام ويأكل من بين أصابعك ، ينقر جسدك بمنقاره الصغير ، يلعقك بألسنته فتضحكين ملء روحك ، تحبين الحمام ولا أحب الحمام
ولتعلمي أن اللحظات يا عزيزتي لا تكترث بنا لا تكترث بمانضرب من مواعيدٍ ومانخلف من مواعيد ، صوتي رحيل ، أو هكذاقالت ، فازدادت مقلتي احمراراً من سهرٍ ومن انتظار لميعاد العودة ، فهل تكترثين أنتِ إذا ماعدتُ ، أحمل في يدي تمثالاً رومانياً يليق بميدانٍ بأوروبا وبعض الحمام الذي لن يطير إلا بإشارةٍ من أناملك المجهدة
"في تلك الساعة
من شهوات الليل
أنتِ حزينةٌ جداً"
دعينا فقط نكمل لعبتنا إلي أن يستدير القمر ، وإلي أن تتنزل الملائكة وإلي أن نكبر ، ونصيح بهتافات الحياة ، المجد للموسيقا ، ولا مجد لاستهتارٍ يعود بنا لحديث البدايات المتشنجة ، دعي ماتقولين عن بشاعتك ، ودعيني أقرر مداها ، دعي أصابعي تعيد ترتيب فسيفسائك وخرائبك وحدود حزنك وحزني ، اثنان من بدء الخليقة يعرفان الصمت كمايعرفان خطوط أيديهما ، فاتركيهمايعبثان سويا في تلك الساعة، ،في تلك الساعة أنت حزينةٌ جداً ، ولكني أقول حريٌ بنا ألا نعود، أن نظل علي نفس الأرجوحة تأخذنا إلي الأسفل وإلي الأعلي دون أن نملّ ودون أن يكتب أحدٌ مناالاخر ، فالكتابة تحديدٌ لا داعٍ له ، والكتابة تضييق الخناق ، لا تلاؤم استهتارك المستمر